RSS

حدث .. من وراء الكواليس

16 مارس

 

سبق وان ذكرت لكم في صفحة البداية انه تم تكليفي بالاشراف المباشر على اجهزة وادارة الصوت ( اي الاذاعة الداخلية ) اثناء عروض جمال الخيل .   ( العرض الاول .. والثاني .. والثالث ).

ولكن لا احد يعلم القصة وراء اختياري انا بالذات لهذه المهمة الصعبة والمسؤولية الجسيمة .. نعم جسيمه .. فلو انقطع الصوت اثناء القاء احد المسؤولين كلمته .. لمن ستوجه اصابع الاتهام ؟؟ وما نوعية العقاب .. ولاسيما انني لست مواطناً سعودياً ؟؟ .

اليكم القصة وكيف تم اختياري وماذا دار خلف الكواليس :

قبل العرض الوطني الاول بيوم كان هناك جلسة عمل ومراجعة لما تم انجازه والاستعداد ليوم غداً برئاسة الاستاذ/سامي ورؤساء اللجان .. كان الاجتماع بجانب حديقة المتحف .. حتى تلك اللحظة انا كنت في لجنة التسجيل والتوثيق .. لاعلاقة لي اطلاقاً بلجنة الصوت .. كانت الساعة حوالي العاشرة مساء .. في نهاية الاجتماع قال الاستاذ/ سامي .. غداً تأتي سيارة الاذاعة لتتولى مسألة الصوت … … نزلت هذه الكلمة كالصاعقة في اذني .. فقد كان لدي خبرة موسيقية مع عدة فرق غربية كعازف جيتار ولدي خبرة في ادارة اجهزة الصوت .. وعرفت اننا في ورطة كبيرة جداً جداً .. لاميكرفونات ولا سماعات في (ارينة العرض) يا الهي …. كيف ستعلن النتائج غداً وكيف سيلقي معالي وزير الزراعة كلمته؟؟ كان بأمكاني التزام الصمت والذهاب للراحة مع عائلتي بعد يوم طويل مضني  .. ولكن عدم المبالاه ليس من طبعي ابداً ابداً .. قلت للاستاذ/ سامي .. ولكن الاذاعة ليس لهم علاقة بأذاعتنا الداخلية .. هم سوف يأخذون من اذاعتنا … جن جنون الاستاذ/ سامي .. واشار لي بسبابته وبطريقة حاسمة وقال  ( اننننت المسؤول ) لعلمه المسبق بخبرتي الموسيقية… يالها من رطة .. ماذا عساي ان افعل والساعة حوالي الحادية والنصف مساء .. وغداً اول ايام العرض .. ركبت سيارتي وانطلقت الى الرياض ابحث عن اصدقائي الموسيقيين القدامى .. وبعد جهد جهيد .. وجدت احدهم .. وقلت له اريد سماعتين واربع ميكروفونات وجهاز (ساوند سيستم) شرحت له الوضع وعرف انني في امس الحاجة لهذه الاجهزة .. فقال وبطريقة قاطعة .. ان ايجار هذه الاجهزة 500 ريال لليوم .. وافقت على الفور .. ولو طلب 1000 ريال لليوم لكنا وافقنا على ذلك.

اخذت الاجهزة وانطلقت عائداً الى ديراب وقمت بتركيب الاجهزة وفي الصباح الباكر قمت بتجربتها .. كانت تعمل ولكن ليس بالطاقة المطلوبة.

بدأ اليوم الاول للعرض الوطني .. وواجهتني مشكلة كبير مع المذيع المحترف سليمان العيسى – رحمه الله .. حيث كان يشير لي بيده ان ارفع الصوت .. ولكن الاجهزة لا تتحمل فهي مخصصة للصالات وقصور الافراح المغلقة (Indoor) وليست للاماكن المفتوحه (Outdoor) ولكن لم يكن امامي حل نظراً لضيق الوقت .. تم انقاذ الموقف بيني وبين الاستاذ/سليمان العيسى .. من قبل احد مخرجي الاذاعة .. الله يجزاه خير .. فقد احضر ميكرفون حساس من سيارة الاذاعة .

كان مجلسي مع جهاز التحكم بالصوت تحت جدار المتحف وبالقرب من المدرجات الخاصة بالجمهور… اكثر شيء اصابني بالالم وزلزل مشاعري وكياني .. سماعي لهمسات اثنين من الجمهور حيث قال احدهم معلقاً على ضعف الصوت ( شف وجه العنز واحلب لبن .. لو جايبيلهم فلبيني موهب ازين ) صحيح اللي مايعرفك يجهلك … هو ما يدري ان لولا هذي العنز لما خرج اللبن اصلاً… اسف اقصد الصوت .. او كما يقول المثل اللي مايعرف للصقر يشويه.

الله سبحانه وتعالى ستار حليم بعباده .. فقد وفقني في ادارة الصوت بتلك الاجهزة التعيسة الى ان انتهى اليوم الثالث.

في العرض الوطني الثاني وجدت نفسي وبشكل تلقائي في لجنة الصوت والمسؤول الاول لادارة الصوت .. هنا قلت للاستاذ/ سامي .. موافق ولكن بشرط شراء اجهزة جديدة وتكون ملكاً للمركز نستعملها في كل المناسبات .. وفعلاً تم ذلك … حتى العرض الوطني الثالث قمت ايضاً بأدارة الصوت .. والحمدلله على توفيقه ورعايته لي .. لادارة الصوت والاذاعة الداخلية في كل العروض الثلاث .

لقد كانت شجاعة ومغامرة كبيرة مني .. كان من الممكن ان تؤدي الى فصلي من العمل او ربما دخولي السجن .. ولقد اشاد جميع الموظفين بهذا الموقف الشجاع.

                           ولكم جزيل الشكر

        

 

 

 
أضف تعليق

Posted by في 16 مارس 2013 بوصة Uncategorized

 

أضف تعليق